في الصميم أين بقايا الدواعش؟!
أسئلة ليست بريئة ولكنها شرعية، وهي مطروحة ومتداولة على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي عما سمي إعلامياً بمعركة تحرير الموصل من الإرهابيين الدواعش. كل هذه الأسئلة مستحقة، فالإعلام أدخل في روعنا أن المواجهات مع الدواعش صعبة ودموية.
فالمفترض منطقياً أنه بعد أي معركة في العالم لا بد أن يكون فيها مهزوم ومنتصر، ولا بد أن هذه المعارك تخلف وراءها قتلى وجرحى وأسرى، ولا بد أن توثق الكاميرات بقايا معدات العدو المدمرة أو المستولى عليها، ولا بد أن يكون من ضمن الأسرى قادة يستوجب استجوابهم.
السؤال هنا هو: أين هي خسائر الدواعش البشرية؟ أين جثثهم وأسراهم؟ وأين قادتهم؟ أليس هذه فرصة ذهبية لمعرفة من هو المجرم الحقيقي وراء قيام «داعش»؟ لماذا ليس هناك أي توثيق للمعارك التي قيل لنا إنها شرسة ودموية، فليس هناك لا في سوريا ولا في العراق أي أثر لمخلفات داعشية، فهل ابتلعتهم الأرض؟
رأينا لقطات مثيرة للشكوك لمقبرة قيل إنها لحوالي ثلاثة آلاف شخص دفنهم «داعش» خلال المعارك الأخيرة، شواهد القبور مرقمة ولكن لا أحد يفهم كيف يتسنى لـ«داعش» دفن قتلاه في مقبرة بعيدة واقعة خارج الموصل، فكيف دفنهم وهم أصلا تحت الحصار، وتحت القصف الجوي والبري الذي دمر كل ما في الموصل الا الدواعش؟
أحد المحللين العراقيين يقول إن معركة تحرير الموصل المفترضة لم يكن لها أن تكون كما وقعت، فقد كان في الإمكان تجنب الدمار الشامل لتلك المدينة السنية الزاخرة بتاريخ عربي مسلم يعكس التراث الحضاري لها.
ولكنه منهج اتخذ في كل المعارك التي دارت في كل المدن العربية في العراق وسوريا تحت مسمى معارك التحرير من «داعش»، وكانت كل نتائجها هي تدمير كل التراث الإسلامي والحضاري والتاريخي لهذه المدن بصورة متعمدة وممنهجة، فإلى الآن لم يستطع أحد أن يوضح لنا لماذا احتلها «داعش» بسهولة ويسر، ولماذا لم يعلن عن تحريرها الا بعد تدميرها؟
نريد أن نعرف سببا واحدا منع «داعش» السنية المتشددة من مهاجمة أهداف إسرائيلية، أو إيرانية وهي كثيرة جدا وكانت في متناول يدهم في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرها، بخلاف ما حصل في البرلمان الإيراني وقبر خميني في قم، الذي أثار الجدل وربما سخرية البعض في المعارضة الإيرانية.
نريد أن يتمعن العالم أجمع بمغزى ما صرحت به مريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية، بأنه لن يتم القضاء على «داعش» إلا عن طريق طهران.
طلال عبد الكريم العرب
talalalarab@yahoo.com
Comments
Post a Comment